1-البداية الحالمة: الحب والأمل
تبدأ القصة في أجواء رومانسية دافئة ومليئة بالتفاصيل الصغيرة التي تعكس علاقة حب نقي وصادق بين بيري، الفتاة الهادئة الرقيقة التي تعزف الكمان بشغف، وميرت، الشاب الطموح المحب للحياة. علاقتهم تقوم على الاحترام والحنان والدعم المتبادل، ويتشاركان الأحلام والطموحات وكأن لا شيء في العالم قادر على إيقافهما. يعيشان حبًا بريئًا يشبه القصص الخيالية، وتبدو حياتهما وكأنها صفحة من كتاب جميل لم يُكتب له أن يُغلق.
2. الصدمة: مرض يغيّر المسار
وسط هذه السعادة، تأتي الصدمة الكبرى عندما تُشخّص بيري بمرض السرطان. يقلب هذا التشخيص حياتهما رأسًا على عقب، فيتسلل الخوف إلى قلب ميرت ويغمر القلق بيري، لكن الحب الذي يجمعهما يمنعهما من الاستسلام. يظهر ميرت شجاعة نادرة، ويقرر أن يتمسك ببيري أكثر من أي وقت مضى، فيطلب يدها للزواج، ليؤكد لها أنه سيكون إلى جانبها في كل لحظة، مهما كان المستقبل مظلمًا أو مؤلمًا.
3. الأمنية الأخيرة: رحلة لها معنى
تتردد بيري في البداية، ولكنها تقبل عرضه بشرط واحد: أن يحقق لها أمنية أخيرة قبل أن يكملا حياتهما سويًا. أمنيتها ليست مادية ولا مستحيلة، بل إنسانية بامتياز؛ أن يُصلح علاقته مع والده، وأن يحاول تقريب العائلتين اللتين تفرقهما سنوات من الصمت والخلافات. تبدأ من هنا رحلة عاطفية عميقة، فيها كثير من الجراح القديمة التي تحتاج للشفاء، ومواقف تتطلب شجاعة وصدقًا لتغيير ما ظنه الجميع أمرًا واقعًا لا يمكن إصلاحه.
4. مواجهة الموت: بين اليأس والإيمان
مع تدهور حالة بيري الصحية، تصبح الأيام أكثر صعوبة، لكن الحب الذي يجمعها بميرت يزداد قوة وصلابة. يتحول ميرت إلى سندها الوحيد، يرافقها في لحظات الألم، يخفف عنها بضحكاته ووجوده، ويجعلها تشعر أن الحياة لا تزال جديرة بالعيش، ولو لأيام معدودة. يتعلمان معًا كيف يمكن للألم أن يصقل الروح، وكيف أن كل لحظة صادقة يمكن أن تكون أثمن من العمر كله. تصبح علاقتهما درسًا في الصبر، والتقدير، والإيمان بأن الحب الحقيقي لا تهزمه حتى النهاية المحتومة.
5. النهاية: وداعٌ من نوع خاص
تأتي النهاية بهدوء حزين، تودع فيها بيري الحياة وهي محاطة بالحب الذي لطالما حلمت به. ينهار ميرت، لكن ما عاشه معها يجعله أقوى مما كان، شخصًا جديدًا يرى العالم من خلال ذكراها. يواصل حياته وهو يحمل رسالتها في قلبه: أن الحب الحقيقي يترك أثرًا لا يُمحى، وأن العطاء والتسامح يمكن أن يغيرا مصير الإنسان حتى في أصعب الأوقات. يصبح فراقها بداية لنضج داخلي عميق، يعيد تشكيل شخصيته بالكامل.